بقلم ريتشيل بيكلز ويلسون
سافرت آلة عود إلى أوروبا كنتيجة لغزو نابليون لمصر في 1798 حيث كان الموسيقي والكاتب جويلوم أندريه فيوتو (1759 – 1839) قد انضم إلى فريق من 159 رجل أخذهم نابليون معه ضمن “لجنة العلوم والآداب” وبينما كان في مصر قام بجمع عدد من الآلات الموسيقية للعودة بها إلى فرنسا ومن بينها كانت آلة عود.
أين هذا العود الآن يا ترى؟
قد تبدو محاولة تحديد مكانه الآن جهداً غير واقعيا، لكن بعض الآلات المصرية الأخرى التي جلبها فيوتو لا تزال موجودة. فقد وصلت إلى يد أدولف ساكس (مخترع الساكسفون)، الذي باع العديد من الآلات في مزاد في 1877 (بما يزعم بسبب إفلاسه للمرة الثالثة). وقد كشف دليل المزاد عن وجود بعض الآلات التي تخص فيوتو لكنه لم يشمل على هذا العود.
يمكن أن يكون العود موجودًا في مجموعة صانع آلات آخر، أو في مجموعة أخرى قديمة. وقد أصبح من المألوف اقتناء الرجال للمقتنيات النادرة والجميلة والمجموعات الأكبر التي تعرف طريقها عادةً إلى المتاحف العامة. فمثلاً، تجد العديد من الآلات التي كانت تخص في السابق فيوتو والتي باعها ساكس لاحقًا موجودة الآن لدى الحكومة البلجيكية. وقد اشتراها فيكتور تشارلز ماهيلون (1841 – 1921) وهو أول أمين لمجموعة آلات موسيقية في معهد الموسيقى الملكية في بروكسل. وقد تم تأسيسه في 1879 قبل أن يتطور إلى متحف آلات موسيقية مستقل يمكن زيارته اليوم.
هل أعطى فيوتو العود إلى شخص ما غير ساكس؟ أو ربما باعه ساكس بصورة خاصة؟ من الممكن أن يكون صانع الآلات الباريسي بابتيست فولوم (1798 – 1875) له مصلحة، لأنه جمع وفحص الآلات كجزء من أعماله. ولا نعرف أين مجموعته هذه.
في الوقت الراهن، الأثر الوحيد الذي نعرفه للعود هو صور فيوتو وكذلك وصفه، المنشور في وصف مصر الأثري الذي ألفه بالتعاون مع “لجنة العلوم والفنون”. وهي رواية تفصيلية إلا أن فيوتو متحير قليلاً بشأن العود. وبالرغم من إدراكه أهمية ذلك للمصريين، فقد رأى أنه ذلك مختلف للغاية عن آلاته الأخرى التي سأل عن أصلها الشرقي، مع ملاحظة وجود العديد من الآلات التقليدية العربية والفارسية التي من المعتقد أنها ترتبط بآرسطو وحتى بالملك سليمان.
لمعرفة المزيد عن آلات العود سباعي الأوتار لهذه الفترة، يرجى قراءة “من الإسكندرية إلى بروكسل، 1839″، وكذلك “أقدم عود موجود”.