بقلم ريتشيل بيكلز ويلسون
وصل أول عود إلى إنجلترا في 1867 بفضل بعض الجهود الدبلوماسية الدولية الغامضة التي شملت تدخل إسماعيل باشا، خديوي مصر. كما عقدت الدولة الفرنسية معرضها العالمي الثاني هذا العام وقد تضمنت ليس مجرد عروض كبيرة للصناعات الفرنسية ولكن أيضًا عروضاً من الدول الأخرى. وقد عرض الكثير منها الآلات الموسيقية وتضمن المعرض المصري آلة عود. وبعد المعرض، منح إسماعيل باشا ما لا يقل عن 25 آلة إلى متحف ساوث كنسينجتون في لندن. في هذا الصدد، ربما تفاوض الموسيقي والكاتب وجامع الآلات كارل إنجل على هذه الهدية، حيث كان يقوم بالتسوق في المعرض وكان يجمع مجموعة آلات للمتحف.
عندما وصت الآلات إلى لندن، تم قيدها في سجلات متحف ساوث كنسينجتون، وقد تم تصنيف أحد الفئات مبدئيًا باسم “مندولين” وهو تعريف تم تعديله لاحقًا إلى “عود”. بعد ذلك بسبعة سنوات، نشر كارل إنغل دليل المجموعة والذي عرفنا منه أن عشرة من بين هدايا الخديوي كانت أنواع مختلفة من الآلات الإيقاعية (الطبل والدربوكة والنقرزان) وثمانية من بين الآلات الهوائية (الأرجول والمزمار والبوق الأفريقي) وخمسة كانت من أنواع القيثارة (القيثارة النوبية والقيثار الأفريقي). كما كانت هناك رباب، وكذلك عود. كذلك، قدم إنجل معلومات حول شكل العود المعتاد بصورة عامة من خلال رسم من كتاب إدوارد لين “سرد لعادات وتقاليد المصريين القدماء” (An Account of the Manners and Customs of the Ancient Egyptians) ومع ذلك، فقد كان العود الموجود في متحف ساوث كنسينجتون، عند النظر إليه عن قرب، مخالفًا لوصف لين. إضافة إلى ذلك، لاحظ إنجل أنه كان يتضمن أربع مجموعات أوتار، بطول 3 أقدام وعرض قدم واحدة. فقد كانت آلة نعرف الآن أنها مرتبطة بشمال افريقيا في كل من الجزائر وتونس والمغرب. ومن ثم، يجب تخيل كيف تم إدراجها ضمن هدايا الخديوي.
تم عرض هذا العود لعدة سنوات في متحف ساوث كنسينجتون، الذي أصبح لاحقًا متحف فيكتوريا وألبرت، لكننا لا نعرف الكثير عن السياق الدقيق لذلك. وقد تم تشكيل المتحف من خلال اهتمام الدولة بالصناعة والتعليم، حيث كانت هناك بالأساس مدرسة تصميم كانت مجموعاتها متاحة للعامة ومستخدمة من المجتمعات المتعلمة. وعندما وصل العود، تم تسجيله في إدارة “الأعمال الخشبية”، لذا، فيمكن أن تكون هناك مدارس تعليمية محددة للآلات من مختلف المواد. ولذلك، فقد تم نشرها بصورة موسعة كنماذج لمجموعة من الأعمال الفنية. وفي 1873، بعدما تحمل المسؤولية فحسب عن كل التعليم الفني والعلمي، ذكر اللواء جون دونلي أن المجموعات كانت بالأساس أجهزة لأغراض التدريس”.
يمكن رؤية هذا العود في الوقت الراهن في لندن في متحف وحدائق هورنيمان.
قام ديفيد سان ميلان بالتقاط هذه الصور الرائعة لهذا العود.