بقلم ريتشل بيكلز ويلسون
وصل هذا العود إلى لندن في وقت ما بين عام 1878، عند صنعه، و1894عام ، عند عرضه كهدية على ولي العهد البريطاني هناك. وقد كان أول عود نعرفه كان به ملصق بالداخل يحدد عن الصانع، ومكان الورشة وسنة الصنع للآلة. كما كان أول عود نعرفه يصنعه أحد أعضاء أسرة نحات الشهيرة في دمشق. ولكننا تنقصنا المعلومات حول الصانع نفسه، يوسف. فمن تطور أعماله، من الواضح أن يوسف هذا كان أكبر من “الأخوين نحات” الذي أعد ورشة العمل في دمشق في 1880. وكان اسم والدهم هو “جورج يوسف”، ومع مراعاة عادات التسمية لدى الأسر المسيحية، فربما يكون يوسف هو والده. لكننا ينقصنا تأكيد مستندي لهذه المعلومة.
كان مالك العود في 1894 هو السير جورج دونالدسون (1845-1925)، وهو تاجر إنجليزي للأثاث والمفروشات والرسومات واللوحات والمنحوتات القديمة. وقد كان عازف كمان هاوي (كان يمتلك كمان ستراديفاريوس) وكان لديه ذوق في الآلات الموسيقية المزخرفة. وعندما قام بمنح العود، كان جزءًا من مجموعة من 166 عنصر، بالأساس آلات، التي كانت ستدرج في متحف داخل المبنى الجديد للكلية الملكية للموسيقى في لندن التي كان رئيسها أمير ويلز.
لا يبين دليل دونالدسون لنا كيفية حصوله على العود، إلا أنه من المحتمل أنه وجده اثناء إقامته في فرنسا أو أثناء سفره إلى إيطاليا. وقد صنعت مجموعة آلاته في أوروبا، إلا أن أحد العروض يكشف مجموعة تم تعريفها باسم “آلات شرقية” وهي مدرجة بصورة فردية بأسماء “رباب”، “كمان هندي”، “كاسو، كمان أفريقي (سنجامبيا)”، “كوتو”، “سارانجي”، “كمان فارسي”، “طبلة سنغالية”. ولم يكن العود من بين الآلات في هذه المجموعة. مع ذلك، تم تصويره بجوار اثنين من آلات العود الإيطالي من القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر وقد تم تعريفه على أنه فارسي من القرن السابع عشر. لذا، حسب تصوّر مؤلف الدليل، ألفريد جيمس هيبكينز (1826-1903)، يمكن أن يكون العود الأوروبي والفارسي قد تم إحضارهما معًا ووضعهما بعيدًا عن “الشرقي”. كما أنه من المفترض أن العود الفارسي قد قدم التاريخ المميز الذي ظهرت منه العود الأوروبي.
وكان دونالدسون قد دقم هديته بشروط معينة منها أن يتم عرضه في غرفة محددة في الكلية الملكية، غرفة كان دونالدسون سعمل بنفسه على تصميمها لهذا مع توفير كافة التعديلات والمفروشات اللازمة على نفقته الخاصة. لذلك، فقد كان لديه السقف المجهز بغطاء من خشب الأرز والذي يوجد به دعامات منحنية مطلية ومرصعة بالذهب، كما كانت هناك أعمدة صخرية داخل الغرف، وطلاء من الفسيفساء، وستائر الجدران من الحرير القرمزي بالإضافة إلى المداخل الخشبية المنحنية. كما كان الأثاث من عصر النهضة الإيطالية، الطاولات والخزانات، جزءًا من المنشأة، كما جمعت النوافذ بين ألواح الزجاج القديمة وتلك الجديدة التي كان عليها شعار أمير ويلز. وقد تم تجميع الآلات الموسيقية في صناديق زجاجية.
لم تكن هذه المنشأة أول منشأة رتب لها دونالدسون بصورة علنية لمجموعته. فقد صمم بالفعل مساحات للعديد من المعارض، بما في ذلك قاعات للعرض في معرض الابتكارات الدولية في صالة ألبرت الملكية في 1885. وفي كل مكان، قام بإنشاء الكثير من المنشآت التاريخية، مع وضع الآلات فيها سواء كنقاط رئيسية لجذب الاهتمام أو لإضافة تأثير أنيق بصورة عامة. وكانت كل من هذه المساحات امتداداً لبيئة دونالدسون الاصلية، حيث كانت تجري رعاية هذا من الناحية التاريخية أيضًا في العديد من القاعات حيث تملأ خزانات العرض.
لا يزال هذا العود ضمن مجموعة الكلية الملكية للموسيقى. ويعاني حاليا من تصدعات كبيرة ويجري تنفيذ مشروع ترميم له.